the unexamined life
كان سقراط شخصاً اجتماعياً يحبّ التنزّه في الطرقات وحضور حفلات التعارف والانخراط في أحاديث مع أي شخص لديه القدرة على خوض نقاشات فلسفية. بالنسبة له, لم تكن الفلسفة موضوعاً مجرّداً عقلياً وجامداً, ألعوبة للمتحذلقين والأكاديميين, بل مكوّن أساسي لحياة سليمة وواضحة ومستقيمة. حتى أنّه مضى لقول مقولته الشهيرة التي تُزعَمُ أنّه قائلها, والتي تحوّلت إلى مَثَل شهير ((الحياة غير المفحوصة غير جديرة بأن تُعاش)). ما المقصود “بالحياة غير المفحوصة”؟ لسوء الحظ, إنّه ذلك النمط من الحياة الذي يعيشه أغلب الناس: الاستيقاظ صباحاً, ارتداء الملابس, تناول طعام الإفطار, الذهاب للعمل, استراحة الغداء, ثمّ العودة إلى العمل, العودة إلى المنزل, تناول الطعام مجدّداً, مشاهدة التلفاز, تصفّح الجرائد أو المجلّات, تبادل بعض العبارات والمجاملات أو الجدالات مع افراد العائلة, أو مع أصدقاء عبر الهاتف, تبديل الملابس وارتداء ثياب النوم, الخلود إلى السرير, ثمّ النوم بعمق جرّاء الإرهاق والسأم. ليتكرّر نفس الروتين في اليوم التالي مع بعض التغيير في التفاصيل, مرّةً بعد مرة بعد مرّة, على مدى شهور وأعوام, وربّما عقود, بدون حتى مجرّد التفكير بما يعنيه كل ذلك أو كيف يجب أن نمضي حياتنا بصورة أفضل وأكثر حيويةً وعَطاءً. ...