صاغها أفلاطون بهذه الطريقة: “الكون هو كائن حي واحد يشمل جميع الكائنات الحية التي بداخله”. انظر باستمرار إلى الكون على أنه كائن حي واحد, له جوهر واحد وروح واحدة ؛ ولاحظ كيف أن كل الأشياء تشير إلى تصور واحد متمثل في إدراك هذا الكائن الحي, ولاحظ كيف تتصرف كل الأشياء بحركة واحدة وكيف أن كل الأشياء هي أسباب متشابكة بعضها من بعض, لاحظ أيضًا الدورات المستمرة للزمن وتشابك كل تلك الأشياء فيه و في دوراته.

كل شيء ينسجم مع الانسان, وهو متناغم مع الكون. لا شيء يلأتي مبكرا أو متأخرا, هو فقط ياتي في الوقت المناسب للفرد ومحيطه المتمثل في الكون بأسره بناسه, ونجومه و مجراته. فالطبيعة عقلانية و للعقل قانونهُ و كل الكون محكوم بقانون العقل. لا يمكن للبشر الهروب من قوانين العقل التي تحكم الكون, لكنه يمكنهم اتباع ذلك القانون عن طواعية.

الحياة التي تقودها الطبيعة العقلانية للكون هي حياة فاضلة. و الحكمة أصل الفضيلة. ومنها تنبع كل الفضائل الأساسية الاخرى من شجاعة واعتدال وعدالة. و بما أن العواطف غير عقلانية فإنه يجب شن حرب ضدها و تجنب كل أشكالها. كذالك فإن المتعة بعكس العواطف أو الفضائل ليست جيدة أو سيئة و إنها تكون مقبولة فقط إذا لم تعرقل بحثنا عن الفضائل الأساسية والفرعية. بنفس المنطق ليس الفقر اوالمرض اوالموت شرا. كلها جزء طبيعي من الطبيعة. ووصف هته الأمور بالشرور وخشيتها كوصف الربيع أو سقوط أوراق الخريف بالشرور وتجنبها.

يجب أن تبحث عن الفضيلة لا من أجل المتعة بل من اجل الواجب.