“الخير الأعظم" تعبير من شيشرون أعظم خطباء روما. باللاتينية “sommum bonum" و يمكن أن يترجم أيضا ك"الهدف الأسمى". الخير الأعظم ليس الذَّهب أو المجد أو السَّعادة أو النَّسل. ما الذي يفترض بك أن تهدف إليه في هذه الحياة؟ الجواب هو الفضيلة أو الأخلاق الأساسية. إن كل ما تواجهه في الحياة هو فرصة للرد بالفضائل الأساسيَّة والفرعيَّة. حتى المواقف السيئة والمهينة. المؤلمة منها والمخيفة. إذا تصرفت بذكاء, فإن كل شيء آخر مهم يمكنك أن تصل اليه: السعادة, النجاح, المعنى في الحياة, السمعة, الشرف, والحب. فقط بالسعي نحو الفضيلة. صاحب الفضيلة, ليس في حاجة إلى أي شيء آخر (مهما كان) ليعيش الحياة الجيدة. هناك أربع فضائل أساسية عليك الإلتزام بها والسعي نحوها في كل الأحوال, هي الحكمة, الشجاعة, الإنضباط, و العدالة.

اليديمونيا هي حياة نعيشها بكل لامبالية. هي حياة خالية من الرغبة و الألم و الحزن و الخوف او الشغف. تأتينا السعادة ممن نحبهم حتى إن كانوا غائبين. عند حضورهم, فإن رؤيتهم و الارتباط بهم في الحاضر بشكل وثيق تنتج عنه متعة حقيقية. كل ما يمكن أن يجلب لنا السعادة يحدث في الوقت الحاضر. عندما نشعر بالانزعاج من الماضي أو نشعر بالقلق بشأن المستقبل, فإننا نلوث الحاضر بالمشاكل المستعارة من الماضي أو من المستقبل. الماضي لا يمكن تغييره فلماذا ندخله في الحاضر؟ لا يمكننا التنبؤ بالمستقبل فلماذا نخلق نسختنا البائسة من المستقبل ونشعر بالتعاسة حيال ذلك؟ لا يوجد سوى طريق واحد للسعادة, وهو التخلي عن كل شيء خارج نطاق اختيارك و سيطرتك بما في ذلك الماضي والمستقبل.

اليوثيميا أو سَوائِيَّةُ المِزاج > “إن ما تطوق إليه هو شيء عظيم.. أعلى إنجاز بالنسبة لأي انسان، فهو يدنيه من الالهة: ألا تتزعزع أبدًا. يسمي الإغريق هذا التوازن المستقر للعقل: الاوثيميا - أسميها الهدوء.” يقول سينيكا عن هدوء النفس. يُعرِّف سينيكا الاوثيميا بأنها “الإيمان بالنفس والثقة بأنك على الطريق الصحيح، وعدم الشك في ذلك الطريق من خلال اتباع عدد لا يحصى من الطرق كلأولئك الذين يمضون في كل الإتجهات.”. وضوح, شجاعة, تناسق.. تلك هي مكونات الطَّريق المستقيم. إذا كنت تفتقر إلى أي من هؤلاء، فإن عقلك يصبح مزدحمًا. سيتزعزع والهدوء سيتركك. تذَكَّر أن تكون كالماء الذي يفيد كل الخلق دون أن ينافس أحدا. ركز على من أنت ولماذا أنت هنا. لا تفرط في السعادة أو الحزن. الاوثيميا هي القناعة. هي أن تكون على طبيعتك دون الخضوع لأي شيئ من الاشياء التي تشتت انتباهك. هي حالة من البهجة، تعيش فيها روحك بكل هدوء و ثبات، فلا تنزعج من الخوف أو الخرافات أو أية عواطف أخرى.

لَيست المسائل أو الأمور بحدِّ ذاتها التي تثير اغتمامًا أو قلقًا في النَّفْس, ولكن تفكِيرُنا حول هته المسائل أو الأمور. “لا يوجد سوى طريق واحد للسعادة, وهو التخلي عن كل شيء خارج نطاق اختيارك و سيطرتك”. يجب أن تشعر بالهدوء عندما تهب العواصف من حولك فكلما اقتربت من عقلك الهادئ, كلما اقتربت من القوة. العالم مثل المياه الموحلة. لنرى من خلالها, علينا أن نتركها تستقر. الكلمة اليونانية أتاراكسيا, التي تُترجم أحيانًا “راحة البال” أو “الهدوء” تعني حرفيًا “غير منزعج”, مثل المياه الموحلة التي يُسمح لها بتنظيفها واستقرارها. كان لدى الساكسين كلمة أخرى لهذا الاضطراب, والتي استعارها الرواقيون أحيانًا. يسمونه tuphos, “ضباب” أو “دخان”, وقالوا أحيانًا إننا نتجول محاطين بهذا الضباب في العالم, أو أن أذهاننا غائمة بسببه. إنه الوهم الكبير الذي يؤثر على غالبية الناس طوال حياتهم, وهم أن الأشياء الخارجية مثل الثروة أو الشهرة هي بطريقة ما مهمة جدًا لمجرد أن الآخرين يواصلون ملاحقتهم - كل ذلك دخان ومرايا. عندما يرى الرجل الحكيم أو المرأة الحكيمة من خلال هذه الأوهام, لم يعد ذهنهم مضطربًا, وتمضي حياتهم بسلاسة, وقد حققوا الحياة الجيدة.