الديانات هي تجريد للفلسفة الأفلاطونية من عمقها بتبسيطها للجماهير. المتدينون من من عرفت أغلبهم متحمسون و مغرر بهم وبعواطفهم كما أدركه الكثيرون من قبلي. ان كل ما هو عاطفي وخارج عن قانون العقل يبتعد عن الطبيعة ويولِّد إحتكاكات ضمنيَّة مع التدفق الجيد للحياة.

وصية كاتب ياسين المبنية على وحدة الوجود تتبنى هذا الموقف الراديكالي بثورية حادة وغضب شديد. كاتب ياسين الذي نجد في كتاباته و وصاياه قوة و ثورة و غضب واغتياض يمكن للقارئ أن يعيشها ويحس بها كجزء من تجربة القرائة.

بالنسبة لتيتوس لوكريسيوس، الشاعر والفيلسوف الإبيقوري الذي عاش ما بين 99 و55 قبل الميلاد، فقد كان شاعرًا رومانيًا مبدعًا، خلده التاريخ باسم تيتوس لوكريتوس كاروس. نظم قصيدة عظيمة في الأدب اللاتيني، تحمل عنوان “عن طبيعة الأشياء”، مكونة من ستة أجزاء.

استوحى لوكريسيوس موضوع قصيدته من فلسفة ديموقريطس وأبيقور، حيث سعى من خلالها إلى إقناع الإنسان بأنه “سيد نفسه”، وأنه لا يحتاج إلى الخوف من الآلهة، وبالتالي لا يوجد مبرر لخوفه من الموت. استند في فلسفته هذه على نظرية الذرة التي تقول إن الجسم والروح معًا نشآ من الذرة، وأن ما يؤثر في أحدهما يؤثر في الآخر، وعندما ينفصلان فإنهما يزولان معًا، فلا خلود للروح وحدها.

اعترف الفيلسوف بوجود الآلهة، ولكنه أقر بأن تصرفات البشر لا تعنيهم ولا تهمهم، لأن الكون نشأ وفقًا لقوانين الطبيعة التي تعمل على تجميع الذرات وخلق الكون. فالآلهة إذن ليست لها يد في وجود هذا الكون وما فيه من مخلوقات، لذا ينبغي للإنسان أن يعيش حياته بشجاعة، معتمدًا على نفسه وقوته الداخلية