قد تبدو عبارة “أعلم أنني لا أعلم شيئًا” مألوفة. إنها مفارقة سقراطية تركز على ما لا أعرفه وأدرك أنني لا أعرفه. يمكنك اعادة صياغته بالقول أنني أعلم أنني لا أعلم شيئًا. هذه فكرة مركزية في نظرية المعرفة تؤكد على مساحة المعرفة اللامحدودة واللانهائية.

هناك أيضًا مفارقات زينو الذي يركز على اللانهايات الرياضية. مفارقاته تحظى بشعبية كبيرة بين العلماء والرياضيين والفيزيائيين، لأنها تلامس جوهر إيماننا بالنمذجة الرياضية وتمثيل العالم من حولنا كأفراد أو كعرق بشري.

يوجد في الواقع اثنان من الزينون المشهورين: زينون الإيلي (490-430 قبل الميلاد)، صاحب المفارقات الزينونية، ثم يوجد زينون الرواقي، الذي كان مؤسس الرواقية. يأتي معظم ما نعرفه عن زينون الإيلي من أرسطو، الذي كان يكن العداوة لتلك المفارقات و كان يحاول في كتاباته إظهار كيف أنها لا تعمل في الواقع وأنها أقل إثارة للاهتمام بكثير مما يعتقده الناس.

كان زينون ثوريًا عنيدًا. تم القبض عليه في انتفاضة ضد ديكتاتور مدينة إيليا اليونانية القديمة مسقط رأسه في القرن الخامس قبل الميلاد. و الطاغية ذاك معروف فقط من هته القصة. فقد جاء لتعديب واستجواب زينون لجعله يكشف أسرار الثوار. لكن زينون تحمل التعذيب ولم ينطق بشيئ. و في نهاية الاستجواب دعا الديكتاتور ليقترب منه أكثر و همس: “سأخبرك بشيء مهم”. لكن يمكنني فقط أن أهمس. يحكى أن الطاغية اقترب من وجه زينون لدرجة أن الفيلسوف كان ليمكنه أن يعض أذنه. عضها و لم يتركها حتى، حسب المصدر القديم، فقد زينون حياته وفقد الطاغية أذنه. كانت تلك نهايته.