لكن لا شيء يبهج العقل بقدر الصداقة الحميمة والمخلصة. يا لها من نعمة أن تكون لك قلوب مستعدة وراغبة في تلقي كل أسرارك في أمان, قلوب لا تخشى معها مشاركة اي شيء بدلاً من الاحتفاظ به لنفسك, اولائك الذين تخفف محادثتهم من ضيقتك, وتساعدك نصيحتهم على اتخاذ قراراتك, اولائك الذين يذوِّب فرحهم حزنك, ومجرد رأيتهم تبهج ايامك!!
لقد أرسلت لي رسالة مع صديق من أصدقائك, على حد تعبيرك, وفي الجملة التالية حذرتني من مناقشة شؤونك معه (…) أي بكلمة أخرى: لقد وصفته بأنّه صديق, وأنكرت عليه ذلك في الرسالة نفسها. حسنٌ, إذا كنت تستخدم الكلمة بالمعنى الشائع, وليس حسب معناها الدقيق عندنا, أي أنك تقول عنه صديقي بنفس المعنى الذي نقول فيه عن المرشحين في الانتخابات أنهم سادة محترمون (…) فلا حرج عليك في ذلك. ولكن إنْ كنت ترى في أيّ شخص صديقاً ولا تثق به كما تثق بنفسك فأنتَ تقعُ في خطأ فادح, وقد أخفقت في أن تفهم حقاً القوة الكاملة للصداقة الحقيقية - سينيكا, في قصر الحياة
...