عندما تكافح من أجل إيجاد محفزات في حياتك، تذكر الإمبراطور الروماني ماركوس أوريليوس وهو يخاطب إحجامه عن النهوض من الفراش في الصباح، ويخبر نفسه أنه يجب عليه العمل والوفاء بواجباته كإنسان مجادلا الصوت الداخلي الذي يحثه على البقاء دافئًا تحت البطانيات، مذكّرًا نفسه بأنه لم يولد لمجرد الاستمتاع بالراحة ولكن للانخراط مع العالم والمساهمة في نظامه، تمامًا مثل النباتات والطيور والحشرات. الدافع الذاتي لماركوس مثير للإعجاب، لأنه لم يكن مضطرًا لفعل أي شيء بسبب وضعه كإمبراطور ؛ كان بإمكانه تفويض المهام للآخرين. على الرغم من صحته المتقلبة، وميوله إلى الأرق، وإحجامه عن أن يكون إمبراطورًا، فقد حفز ماركوس نفسه على التفوق في دور لم يكن يرغب فيه أصلا، حيث أظهر قوة إرادته الرائعة.

يقول ابكتيتوس أن هناك ثلاثة مجالات يجب أن يتدرب فيها الشخص الحكيم والصالح. تسمح هذه المجالات في الابقاء على محفزاتك. الأول يتعلق بالرغبة والنفور بمعنى ألا يخطئ الشخص هدفه أبدًا وألا يقع فيما يتفاداه. والثاني يتعلق بدوافع التصرف وعدم التصرف وعلى نطاق أوسع، بوجوب أن يتصرف الشخص عمدًا بكل وعي و ادراك ولأسباب وجيهة ولا يجري مجرى الرياح بتصرفات غير أخلاقية وغير منطقية. والثالث يتعلق بالتحرر من الخبث ورباطة الجأش وبنطاق واسع مجال الحُكم الصائب و البصِيرة، أي الموافقة التي تمنحها وجداننا لتصوراتنا.

كما أن في تذكر الموت يكمن أكبر محفز للعمل.. جهز عقلك كما لو كنت قد وصلت إلى نهاية الحياة. لا تؤجل شيئا. وازن بين الحياة و الموت كل يوم. الشخص الذي يضع اللمسات الأخيرة على حياته كل يوم لا يعاني أبدًا من قصر الحياة أو الضجر.. ان الممارسة القديمة للتفكير في الفناء مفهوم يعود إلى سقراط، الذي قال إن الفلسفة تتعلق أساسًا بفهم الموت… تعتبر هذه التذكيرات والتأملات اليومية أمرًا ضروريًا لعيش الحياة بشكل كامل بدون تضييع أي وقت.

ان غابت عنك المحفزات للتحرك تذكر الموت.. ثم تذكر واجباتك كإنسان و تصرف بكل أخلاقية لاتمام واجباتك تلك مادمت حيا.