حول الأسباب التي أدت إلى تدهور العالم الإسلامي بشكل كامل، توصلت إلى عدة نقاط رئيسية. أدركت أن الإمبراطورية العثمانية فرضت حظرًا على استخدام المطابع لمدة أربعة قرون، ولم تنطلق في الثورة الصناعية إلا قبل الحرب العالمية الأولى بوقت قليل، أي بعد قرنين من اختراع المحرك البخاري. بالإضافة إلى ذلك، توجد بعض المدارس الدينية التي تتحمل مسؤولية كبيرة.. فقد كان المعتزلة في العصر العباسي يمارسون تأثيرًا كبيرًا؛ حيث كانوا عقلانيين ومؤمنين بحرية الإرادة، وكانوا يمنحون النصوص الدينية مرتبة ثانية بعد العقل. وقد أسهمت هذه الفلسفة في تحقيق ما يُعرف بالعصر الذهبي. إلا أن مجيء كل من الغزالي وابن تيمية وبداية انتشار الأشعرية قد أديا إلى تغيير هذا النهج؛ إذ أصبحت العقلانية ثانوية، وهو ما ظلّ لاحقًا أساسًا للإسلام السني منذ ذلك الحين… رؤية مبسطة تلخص الوضع، كانت هناك محاولات لإحياء مدرسة الفكر المعتزلي، ويُعتبر محمد أركون شخصية محورية في هذا السياق. ومع ذلك، تواجه هذه المحاولات تحديًا كبيرًا في مواجهة السلفية التي تُعتبر محملة بالعواطف والشحنات العقائدية، مما يجعل من الصعب جداً معاكستها.